ألوهية المسيح 1
Roma
ألوهية المسيح _ 1
المحتوي
نحن نؤمن أن المسيح هو الله الظاهر في الجسد، وبراهين ألوهية المسيح هي:
-
إعلانات العهد القديم: ونرى هذا في:
أ- نبوات العهد القديم:
هناك 332 نبوة وردت في العهد القديم، يقتبسها كتبة أسفار العهد الجديد، قد تمت في المسيح، وبناء على قانون الإحتمالات الرياضي هناك فرصة واحدة في كل 84 وإلى يمينها 98 صفرًا لحدوث كل هذه النبوات في حياة شخص واحد، فكونها تحققت جميعها في شخص واحد فهذا دليل من أقوى الأدلة على مصدرها الإلهي ومصداقيتها المطلقة، ونحن قد فهمنا هذه النبوات في ضوء إتمامها في العهد الجديد، وفي هذه المقالة نقتبس بعض النبوات التي تعلن ألوهية المسيح
-
ألوهية المسيح في سفر المزامير
- (مز 2: 7).”إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ: قَالَ لِي: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. “اسْأَلْنِي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثًا لَكَ، وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكًا لَكَ.”وقد اقتبس كتبه أسفار العهد الجديد هذه النبوة في (أع33:13، عب5:1، رؤ27:2، 5:12، 15:19). وهنا نرى بنوة الابن الأزلية للآب. وبما أن الابن أزلي. إذًا لابد أن يكون هو الله.
- (مز 45: 7)”أَنْتَ أَبْرَعُ جَمَالًا مِنْ بَنِي الْبَشَرِ. انْسَكَبَتِ النِّعْمَةُ عَلَى شَفَتَيْكَ، لِذلِكَ بَارَكَكَ اللهُ إِلَى الأَبَدِ. تَقَلَّدْ سَيْفَكَ عَلَى فَخْذِكَ أَيُّهَا الْجَبَّارُ، جَلاَلَكَ وَبَهَاءَكَ. كُرْسِيُّكَ يَا اَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلهُكَ بِدُهْنِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ.” في هذا المزمور نرى إعلانًا واضحًا عن إلوهية المسيح، فقد أقتبس كاتب الرسالة إلى العبرانيين ما جاء في (مز45: 6 و7) ليبين أفضلية المسيح عن الملائكة قائًلا: “لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضًا: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا»؟وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ».وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ».وَأَمَّا عَنْ الابْنِ: «كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ.أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلهُكَ بِزَيْتِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ“.(عبرانين 1 :5- 9). وهنا نرى الحديث موجه للابن بأنه هو الله، والمسيح هو أقنوم الابن متجسدًا، ومن ثم فالمسيح هو الله الظاهر فى الجسد.
- (مزامير 110 : 1-4) “قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. يُرْسِلُ الرَّبُّ قَضِيبَ عِزِّكَ مِنْ صِهْيَوْنَ.. أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ”. وهنا يقول: الرب (الآب- يهوه) لربى (الابن -أدوناى) “أجلس عن يميني”. وقد أقتبس المسيح نفسه هذا النص في (مت22: 41-46) ليعلن ألوهيته، وأيضًا أقتبسه كتبة الأسفار المقدسة في (أعمال الرسل 2: 34-36، عبرانين 13:1، 5: 6و7 : 17و21، 13:10).
(أمثال 8: 12-30) “أَنَا الْحِكْمَةُ.. اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ، مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ، مُنْذُ الْبَدْءِ، مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ غَمْرٌ أُبْدِئْتُ.. لَمَّا رَسَمَ أُسُسَ الأَرْضِ كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعًا، وَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ لَذَّتَهُ، فَرِحَةً دَائِمًا قُدَّامَهُ.”
وهنا نرى تجسيد الحكمة، وعندما نقابل هذا النص بما جاء في (يوحنا 1) عن تجسد الكلمة، نرى أن هذا النص نبوة عن المسيح، وهو الأزلي. وبما أن الله وحده هو الأزلي. إذًا لابد أن يكون المسيح هو الله الظاهر في الجسد.
(إشعياء 6: 1-3) “فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ، رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَ، السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ، وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ، وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ”.
في هذا الحدث نرى إعلانًا عن إلوهية يسوع المسيح، والدليل على ذلك ما كتبه الرسول يوحنا “وَمَعَ أَنَّهُ (أي المسيح) قَدْ صَنَعَ أَمَامَهُمْ آيَاتٍ هذَا عَدَدُهَا، لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ لِيَتِمَّ قَوْلُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ… قَالَ إِشَعْيَاءُ هذَا حِينَ رَأَى مَجْدَهُ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ.” (يو حنا 12: 37- 41). فالضمير في كلمة مجده” يعود على المسيح فالذي رآه إشعياء هو أقنوم الابن، لأن الله الآب لم يره أحد قط. (يوحنا 18:1).
إن هذا النص من أوضح وأقوى نصوص العهد القديم لإثبات لاهوت المسيح، فهو كائن قبل التجسد، فرأى إشعياء مجده (أقنوم الابن).
(إشعياء 9: 6 و7) “لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّمِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ”.
هذه النبوة من النبوات المتعددة الإتمام، وكان الإتمام النهائي في شخص يسوع المسيح فهو:
عجيب: في شخصه، وفي ولادته، وفي تعاليمه، وفي معجزاته، وفي موته الفدائي وقيامته.
مشير: فهو المذخر فيه كل الحكمة (1كو24:1).
إله قدير: فالمسيح هو الله الظاهر في الجسد، كليَّ القدرة والسلطان.
الآب الأبدي: فهو أبدي أزلي.
رئيس السلام: فهو الذي ترنمت الملائكة عند مولده بسلام على الأرض، وهو يمنح لكل من يؤمنون به سلام مع الله، ومع النفس، ومع الناس.
وفى هذا النص نرى: طبيعتي المسيح اللاهوتية والناسوتية
- (ميخا 5: 2) “أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ.”
- هذه النبوة تمت حرفيًا في يسوع المسيح كما يوضح البشير متى (متي 2: 1-6)، فعندما جاء المجوس إلى أورشليم وسألوا عن المسيح أجاب رؤساء الكهنة وكتبة الشعب في أورشليم طبقًا لما جاء في (مي 2:5). وعندما نقرأ النص كما جاء في(ميخا 5: 2) نرى أن الشخص الذي تتم فيه النبوة: “َمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ.”
هذا تعبير عبري يعنى الأزلية، وهذا معناها أن ابن الله أزلي وحيث أنه لا درجات في الأزلية، إذًا المسيح هو الله الظاهر فى الجسد.
- (ملاخي 3: 1) “هأَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ، وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ.
وهنا نرى أن الله يرسل ملاكه أي رسوله والمقصود به -يوحنا المعمدان- فيعد الطريق أمامه، وقد جاء يوحنا المعمدان ليعد الطريق أمام يسوع المسيح، ومن ثم يكون المسيح هو الله الظاهر في الجسد.
ويأتي المسيح وهو السيد الذي يطلبونه إلى هيكله، فهو صاحب الهيكل، وصاحب الهيكل هو الله، إذًا لابد أن يكون المسيح هو الله الظاهر في الجسد.
هذه بعض النبوات التي جاءت عن المسيح في العهد القديم، ونحن قد فهمناها في ضوء إتمامها في العهد الجديد.
-
ظهورات العهد القديم
لقد ظهر ملاك الرب أو ملاك العهد في العهد القديم لهاجر (تك16: 7-13)، ليعقوب (تك11:31)، لموسى (خر22:3)، لجدعون (قضاه 6: 11-24)، لمنوح (قضاه 13: 3-23). ومن دراسة هذه الظهورات وغيرها نتأكد أنها ظهورات الله نفسه وليس ملاكًا عاديًا ، وبما أن الأقنوم الذي يظهر هو أقنوم الابن (يوحنا 18:1). إذًا ظهورات العهد القديم تؤكد أزلية الابن ومن ثم إلوهيته، وأقنوم الابن هو الذي أتخذ جسدًا ومن ثم فالمسيح هو الله الظاهر فالجسد.
الكاتب /د. فريز صموئيل