ألـــوهيتة المسيح _4

Roma

ألـــوهيتة المسيح _ 4

أثناء حياة المسيح على الأرض عمل أعمال أعلنت أنه هو الله الظاهر في الجسد منها:

  • الخلق.

الله هو الخالق فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.” ) سفر التكوين أصحاح 1 عدد 1).

والنصوص الكتابية في العهد الجديد تعلن أن الابن هو الخالق، والمسيح هو أقنوم الابن متجسدًا يقول الرسول يوحنا: كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ” (إنجيل يوحنا أصحاح 1 عدد 3)، وكل شيء تشمل كل الخليقة من جماد ونبات وحيوان وبشر.

ويقول الرسول بولس: فَإِنَّهُ فِيهِ أي المسيح خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي أصحاح 1عدد 16 -17)

ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: اَللهُ…. كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ.... الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ” (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين أصحاح 1 عدد 1-3).

في النصوص السابقة نرى الابن، أحد أقانيم اللاهوت خالقًا. فعمل الخلق يُنسَب إلى الأقانيم الثلاثة معًا. والمسيح هو أقنوم الابن متجسدًا، إذًا المسيح هو الله الظاهر في الجسد لأنه عمل أعمال الله.

2- غفران الخطايا

الله وحده هو الذي يغفر الخطايا: “ أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ“(سفر إشعياء أصحاح 47 عدد25). والمسيح أثناء حياته على الأرض غفر الخطايا، ومن الأمثلة على ذلك:

-غفران خطايا المفلوج:

كتب البشير مرقس: فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ. وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ. لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا هكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟ فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟ أَيُّمَا أَيْسَرُ، أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟ وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا». قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: لَكَ أَقُولُ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ” (إنجيل مرقس أصحاح2 عدد 5-11).

وهنا نرى أن المسيح غفر خطايا المفلوج، فاتهمه الكتبة بأنه مجدف، لأنهم يعرفون أن الذي يغفر الخطايا هو الله وحده، وكون أن المسيح عمل أعمال الله وغفر الخطايا، إذًا لابد أن يكون هو الله الظاهر في الجسد.

– وفى بيت أحد الفريسيين قال للمرأة الخاطئة: “مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ” (إنجيل لوقا أصحاح     7  عدد 48).

– وعلى الصليب، عندما قال اللص: “اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ” (إنجيل لوقا أصحاح 23 عدد 42-43). وما كان ممكنًا أن يكون هذا اللص مع المسيح في الفردوس ما لم تغفر خطاياه، وهذا يؤكد أن المسيح قد غفر له خطاياه.

إن غفران الخطايا الآن هو عن طريق الإيمان بعمل المسيح الفدائي على الصليب، وليس هناك وسيلة للحصول على الغفران إلا بهذا “لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ” (سفر أعمال الرسل أصحاح 4 عدد12).

“ولَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا” (سفر أعمال الرسل أصحاح 4 عدد12).

  • الدينونة.

إن الدينونة حدث مستقبلي يقيني، والله وحده هو الديان، ومن خلال ما ورد في العهد الجديد نرى أن المسيح هو الديان ونرى هذا في:

– أقوال المسيح نفسه.

قال المسيح: “فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِه (إنجيل متى أصحاح 16 عدد 27)، وقال أيضًا: وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.. ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ.. فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ” (إنجيل متى أصحاح 25 عدد 31-46).

وأيضًا: “فأجاب يسوع وقال لهم: الحق الحق أقول لكم …. الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ…. وَأَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ” (إنجيل يوحنا أصحاح 5 عدد 22 و27).

فالابن هو الذى يدين، لأن الدينونة جزء من عمل الفداء، فأقنوم الابن هو الذي اتخذ جسدًا، ومات عن الإنسان، ولذلك فهو الذي له حق الدينونة.

– أقوال رسل المسيح.

*الرسول بطرس: في حديثه في بيت كرنيليوس عن المسيح قال: وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ، وَنَشْهَدَ بِأَنَّ هذَا هُوَ الْمُعَيَّنُ مِنَ اللهِ دَيَّانًا لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ. لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا” (سفر أعمال الرسل أصحاح 10عدد 42 و43). وقال أيضًا: الَّذِينَ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا لِلَّذِي هُوَ عَلَى اسْتِعْدَادٍ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ (رسالة بطرس الرسول الأولى أصحاح 4 عدد 5).

*الرسول بولس، في عظته أمام الفلاسفة في أريوس باغوس في أثينا قال: “فَاللهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا، مُتَغَاضِيًا عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْمًا هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ، بِرَجُل قَدْ عَيَّنَهُ، مُقَدِّمًا لِلْجَمِيعِ إِيمَانًا إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ” (سفر أعمال الرسل أصحاح 17 عدد 30-31).

ويقول أيضًا مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا.”(رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية أصحاح 8 عدد34).

ويقول أيضًا لابنه تيموثاوس: أَنَا أُنَاشِدُكَ إِذًا أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْعَتِيدِ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ، عِنْدَ ظُهُورِهِ” (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس أصحاح 4 عدد 1).

*الرسول يوحنا سجل لنا قول المسيح: “الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ” (إنجيل يوحنا أصحاح 5 عدد2).وأيضًا قول المسيح: هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ. أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ ” (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي أصحاح 22 عدد  12و13).

والمسيح عندما أتى إلى العالم في مجيئه الأول لم يأت ليدين بل ليخلص العالم (إنجيل يوحنا أصحاح 3 عدد17، أصحاح 12 عدد 46-48) ولكن سيأتي كديان في مجيئه الثاني.

والدينونة تتطلب أن يكون الديان، أزلي، كليَّ المعرفة، كليَ القدرة، وهذه الصفات لا تتوافر إلا في الله وحده، وهذا يحتم أن يكون المسيح هو الله الظاهر في الجسد.  

الكاتب د. فريز صموئيل 

 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك