سبحان الله ! رب .. ويحتاج إلى جحش ؟
Roma
هل الرب يحتاج إلى جحش ؟
المحتوي
يقول مرقس: “وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ وَأَنْتُمَا دَاخِلاَنِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ. وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلاَنِ هَذَا؟ فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا”(مر11: 2، 3)
فقط أعطوا الناس سبب واحد فقط يبرر احتياج الرب لجحش!! ليس من أجلي أنا ولكن من اجل الناس!! ما هو السبب الذي يحتاج الرب جحشاً من أجله؟
وهل من المنطق أنه لا يقول لتلاميذه أنكم لا تخبروا أصحاب الجحش عن سبب أخذكم للجحش إلا إذا سألوكم عن ذلك ؟ ألا تعتبر هذه سرقة ؟
سبحان الله ! رب .. ويحتاج إلى جحش ؟
تقول: فقط أعطوا الناس سبب واحد فقط يبرر احتياج الرب لجحش
المبرر الوحيد لهذا الأمر هو أنه يريد أن يستخدمه كي يدخل الى اورشليم، في العادة أعتقد أنه كان ينتقل من بيت عنيا إلى أورشليم سيرا على الأقدام، ولكنه في هذه المرة كان يريد أن يدخل في موكب سلمي، والموكب السلمي في العادة كانوا يركبون جحش، أو حمار، أو بغلة كما فعل الملك داود، ولكنه لو كان يريد الحرب لكان بحث عن حصان، فالحمار للسلم والحصان للحرب. إذا فهو احتاج إلى الجحش لأنه كان يريد ركوبه. أليس هذا مبرراً كافياً؟! ولكن إليك المبرر الحقيقي من وراء ركوب المسيح حماراً.
لقد جاء المسيح ليحقق النبوات التي كُتِبَت عنه في العهد القديم. فلقد كان الشعب ينتظر مجيء المسيّا في ذلك الزمان، انتبه إلى النص بشكل جيد ولا تقتطع آيات بحسب هواك، انظر ما يقوله مرقس: “فَأَتَيَا بِالْجَحْشِ إِلَى يَسُوعَ، وَأَلْقَيَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَكَثِيرُونَ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي الطَّرِيقِ. وَالَّذِينَ تَقَدَّمُوا، وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ:«أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ الآتِيَةُ بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!».” (مرقس11: 7-10)
فهنا يتضح أن الشعب استقبل المسيح وهو داخل على حمار كملك. ولكن لماذا كملك ويركب حماراً؟ وهذا حدث ليحقق النبوات المكتوبة عنه. وهنا دخوله إلى أورشليم راكباً حماراً هو تحقيق لنبوة زكريا: “اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَان.” (زك9:9)
لا تنسى أن كل من داود وسليمان قد ركبا بغلةً: “فَنَزَلَ صَادُوقُ الْكَاهِنُ وَنَاثَانُ النَّبِيُّ وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ وَالْجَلاَّدُونَ وَالسُّعَاةُ، وَأَرْكَبُوا سُلَيْمَانَ عَلَى بَغْلَةِ الْمَلِكِ دَاوُدَ، وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى جِيحُونَ. فَأَخَذَ صَادُوقُ الْكَاهِنُ قَرْنَ الدُّهْنِ مِنَ الْخَيْمَةِ وَمَسَحَ سُلَيْمَانَ. وَضَرَبُوا بِالْبُوقِ، وَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: «لِيَحْيَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ».” (1مل1: 38 – 39)
تقول: وهل من المنطق أنه لا يقول لتلاميذه أنكم لا تخبروا أصحاب الجحش عن سبب أخذكم للجحش إلا إذا سألوكم عن ذلك ؟
ألا تعتبر هذه سرقة ؟ سبحان الله ! رب .. ويحتاج إلى جحش ؟
وأنت هنا تحاول أن تحرف في النص، أو تحرك الكلام عن موضعه بحسب ما تستخدمونه من مصطلحات، فالمسيح لا يقول لتلاميذه لا تخبروا أحدا إلا إذا سأل!!! بل قال إن سألوكم قولوا, فالسؤال بالنسبة للمسيح كان واردا ولكن ليس حتمياً، وذلك ببساطة أن المكان الذي سيأخذون منه الدواب مألوف جدا بالنسبة للمسيح وتلاميذه، وغالبا إذا رأوهم يأخذونه سيعرفون لمن سيأخذونه حتى بدون سؤال، فالمكان يستضيف المسيح وتلاميذه كثيرا جدا، والعشم بينهم يسمح بأن يفعل هذا
اقرأ النص جيداً ولا تحمله أكثر من معناه.
الكاتب / عماد حنا