عالم مُضطرب وإله ثابت
Roma
عالم مُضطرب وإله ثابت
المحتوي
(فرح يحررك من الخوف)
ما العَمَل .. وسط خيبات الأمل؟!
شَهَد هذا العام أحداثا وتغيرات كثيرة على مستوى العالم أجمع، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وعلى كل المستويات، لكنه شَهَد أيضا أحداثا كثيرة في حياة كل واحد فينا. فخرج كثيرون من هذا العام، وكأنهم كانوا في معركة غير مستعدين لها، فخرجوا بإحباطات، وخيبات أمل، وجروح داخلية، وصراعات، وعَلاقات تسببت لهم في ألم شديد، وخسائر نفسية لا حصرَ لها، أصعبها كانت فَقْد كثيرين لأحباء.
الأصعب من هذا كله، أن كثيرين، ونتيجةً لكل ما سبق، خرجوا من هذا السباق، وهم يحملون في قلوبهم وأفكارهم: الخوف!
وإن وضعنا عُنوانا كبيرا شاملا لهذا سيكون: الخوف من الغد!
ماذا سيحمل لي غَدي؟
هل سأشعر بالأمان على صحتي مثلا
وأنا خائف من كثرة الذين يسقطون حولي في أنياب المرض؟
هل سأشعر بالأمان على مادياتي
وأنا لديَّ التزامات مادية كثيرة والدخل لا يكفي واقتصاديات العالم تتزعزع؟
هل سأشعر بالأمان على حياتي وحياة أبنائي وأسرتي
وأنا أرى كثيرين يغادرون الحياة فجأةً لأسباب كثيرة؟
هل سأشعر بالأمان على علاقاتي واجتماعياتي
وأنا أحمل في قلبي جروحا عميقة ربما من أقرب الناس لي؟
هل مع الاستعداد لاستقبال عام جديد،
أفرح بشكل مؤقت، كما يفعل كثيرون؛ لأنسى ولو لحظات، كل مشاعر الحزن والخوف والقلق،
لأعود بعد أيام من انتهاء أجواء الاحتفالات والأعياد؛ لضيقاتي وظروفي ومشاعري؟
هل نبدأ عامنا الجديد بوعود كثيرة من البركات والتعويضات التي سيمنحها الرب لنا
كما فعلنا كثيرا في السنوات الماضية؟
أم قد نُصاب بخيبات أمل جديدة؟!
أروع صديق وسط الضيق
ونحن نودع عاما، ونستعد لاستقبال عام جديد، قد نسأل أين أنتَ يا رب من كل ما سبق؟ هل تشعر بي؟ هل تتحدث إلي؟ هل تُجيب أسئلتي وحيرتي؟
ربما تنتظر أن يتواصل معك شخص عزيز وغالٍ عليك عبر الواتساب، لكنه يتصل بك يوميا من رقم غير مسجل لديك، فلا ترد عليه، أو ربما لا تنتبه لاتصاله؛ لأن هاتفك صامت من كثرة الأعباء والمسؤوليات.
ربما ننتظر من الله أن يحدثنا بشكل معين، وهو فعلا يتحدث إلينا بطرق كثيرة، لكن أوضح وأسهل وأقرب وأجمل طريقة، هي أنه يتحدث إلينا يوميا، من خلال الكتالوج الإلهي للحياة، وهو الكتاب المقدس.
هو يسمعك
يشعر بك
يهتم بكل أمورك
يريدك ناجحا صحيحا في كل شيء
يريد أن يحميك ويباركك ويبارك كل ما يخصك.
لذلك
عليك، وقبل أي وكل شيء
أن تعرف ما يقوله الله لك شخصيا عن كل ما يخصك
بدايةً لم يعدنا الرب على الإطلاق، أن نحيا وسط هذا العالم، حياةً وردية، خالية من التحديات
لكنه وعد بأنه
قادر أن يمنحنا السلام وسط الضيقات
“قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ».” (يو 16: 33).
وعد أيضا
بأنه قادر أن يحمينا من كل مخاطر العالم
“لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ.” (يو 17: 15).
بشارة الأمان لكل إنسان:
فلو تسمح لي أن أدعوك من وسط كل ضيقاتك أن تفرح،
نعم أن تفرح
أولا لأن كلمة إنجيل تعني كما تعلم (البشارة السارة!)؛ فهل صدقتني عندما قلت لك إنه يشعر بك ويتحدث إليك كل يوم من خلال كلمته عن كل مواضيع حياتك؟
• افرح لأن الرب يريد أن يعوضك عن كل تعب وشقاء وجروح
“«وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ، الْغَوْغَاءُ.” (يوئيل 2: 25).
• افرح لأن مشيئة الرب أن يحول كل لعنة وضيق وفشل وصراح وجروح إلى بركة
حَوَّلَ لأَجْلِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ اللَّعْنَةَ إِلَى بَرَكَةٍ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ أَحَبَّكَ.” (تث 23: 5).
• افرح لأنه القادر أن يُخر ج من المرارة راحة وفرحا وسلام
“فَقَالَ لَهُمْ: «مِنَ الآكِلِ خَرَجَ أُكْلٌ، وَمِنَ الْجَافِي خَرَجَتْ حَلاَوَةٌ».” (قض 14: 14).
• افرح لأنه يُسَر بأن يريح التعابى والمثقلين
“تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.” (مت 11: 28).
• افرح لأنه يريدك ناجحا وسليما وصحيحا
“أَيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحًا وَصَحِيحًا، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ.” (3 يو 1: 2).
• افرح لأنه يمنحك السلام
“«سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ.” (يو 14: 27).
• افرح لأنه يحبك كما أنت، محبة غير مشروطة مستمرة إلى الأبد.
“تَرَاءَى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: «وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ.” (إر 31: 3).
• افرح لأنه هو المسؤول عن صحتك
“أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ” (خروج 15: 26)
وتذكر أن هذا الوعد قاله الرب للشعب أثناء استعدادهم للخروج من أرض مصر بعد عبودية ومذلة استمرت مئات السنوات!
• افرح لأن السيد المسيح كان يفتح أحضان محبته للجميع دون استثناء، لاحظ كلمة (كل)
“وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب.” (مت 4: 23).
• افرح لأن الرب يريد أن يبارك الجميع من راحة وليس عناء ومرار وخوف
“بَرَكَةُ الرَّبِّ هِيَ تُغْنِي، وَلاَ يَزِيدُ مَعَهَا تَعَبًا” (سفر الأمثال 10: 22)
“الْيَوْمَ كُلَّهُ يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ، وَنَسْلُهُ لِلْبَرَكَةِ” (سفر المزامير 37: 26)
• افرح لأن بناء على: (كل)، (كل)، (كل)، ما سبق، يقول لك الرب من خلال وعوده الصادقة: (لا تخف)
• لَا تَخَفْ لِأَنِّي مَعَكَ. لَا تَتَلَفَّتْ لِأَنِّي إِلَهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي.
إِشَعْيَاءَ ٤١:١٠
• أَمَا أَمَرْتُكَ؟ تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ! لَا تَرْهَبْ وَلَا تَرْتَعِبْ لِأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ.
يَشُوع ١:٩
• لِأَنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ إِلَهُكَ ٱلْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، ٱلْقَائِلُ لَكَ: لَا تَخَفْ. أَنَا أُعِينُكَ.
إِشَعْيَاءَ ٤١:١٣
• ٱلرَّبُّ لِي فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي ٱلْإِنْسَانُ؟
اَلْمَزَامِيرُ ١١٨:٦
فرح الرب في الزمن الصعب
الآن.. هل عرفت لماذا قال الرب (فرحي هو قوتكم؟)
” . وَلاَ تَحْزَنُوا، لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ».” (نح 8: 10).”
لأن أي شخص فينا يفرح جدا عندما يستمع إلى، ويعرف، ما يحمله الآخر له في قلبه من محبة عملية.
الفرح المبني على حقائق ووعود صادرة من شخص محل ثقة، هو فرح يقوي القلب، ويريحه، ويطمئنه، بل يجعله جرئيا؛ لذلك طلب الرب منا أن نفرح كل حين؛ لأن الفرح قوة؛ وعندما نفرح دائما نكون أقوياء مهما كانت الظروف.
الفرح المبني على تصديق مبادئ كلمة الله، هو فرح يفتح الطريق لقوة الله أن تعمل في حياتنا؛ لتعديل مسار الأمور، واثقين أن قوة روحه القدس متاحة دائما لمساعدتنا.
“وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا،” (أف 3: 20).
واثقين أيضا أن ملائكته أيضا متاحون لحمايتنا ومساعدتنا
“أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!” (عب 1: 14).
عام جَديد وحُب فَريد
لهذا كل ما نحتاج إليه ونحن نستعد لاستقبال عام جديد هو أن:
• نعرف ما يقوله الله لنا في كلمته المقدسة عن كل أمور حياتنا.
• نصدق المكتوب.
• نفكر ونلهج ونتأمل به.
• وسيكون الفرح هو النتيجة الحتمية.
• والفرح قوة تحرر من الخوف.
• والإيمان المبني على ما تقوله كلمة الله، يفتح الطريق لقوة الله،
• وآياته وعجائبه وسلامه أن يعملوا في حياتنا.
لذلك
افرح،،
افرح لأن الفرح يحررك من الخوف
ختاما ..
خوفك من الظروف
يقودك لطريق معروف
إنما ثقتك في الرب
تقودك لتستمتع بالحُب
بقلم: مينا نبيل