يسوع .. السؤال الأهم في حياتك!

Roma
يسوع .. السؤال الأهم في حياتك!

 يسوع .. السؤال الأهم في حياتك

في عالمٍ يزداد ارتباكًا بشأن الحقائق الروحيَّة، يظلُّ سؤال “مَن هو يسوع؟” من أكثر الأسئلة مصيريَّةً وأهميَّةً.
ليس فقط لأنه يؤثِّر في العقيدة، بل لأنه يُحدِّد مصير الإنسان الأبدي. بالنسبة للمسيحيين، يسوع ليس مجرَّد شخصيَّة تاريخيَّة، أو نبي عظيم، بل هو ابن الله، الإله المتجسِّد، المخلِّص الوحيد، والملك الآتي. فمَن هو يسوع فعلًا؟ ولماذا يتمسَّك به المَسيحيُّون بكل هذا الإيمان والرجاء؟

 يسوع هو الإله الكامل

نؤمن نحن المسيحيين أن يسوع هو الله بذاته، الكلمة الأزلي، يقول الإنجيل:

“فِي ٱلْبَدْءِ كَانَ ٱلْكَلِمَةُ، وَٱلْكَلِمَةُ كَانَ عِندَ ٱللهِ، وَكَانَ ٱلْكَلِمَةُ ٱللهَ” (يوحنّا ١:١).

هو ليس مخلوقًا، بل الخالق، صاحب السلطان، الموجود قبل كل الدهور. هذه الحقيقة ليست فقط لاهوتيَّة، بل أساس رجاء المسيحي؛ لأن خلاصنا ما كان أبدًا ليتم على يد بشرٍ محدودين، بل على يد الله القدير نفسه.

 يسوع هو الإنسان الكامل

مع كونه الله، اتَّخذ يسوع طبيعتنا البشريَّة الكاملة، دون خطيَّة. “وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا” (يوحنّا ١:١٤).
في شخص المسيح، التقى اللاهوت بالناسوت بلا انفصال ولا اختلاط، وهذا ما يعطي لموته وقيامته قيمةً حقيقيَّة:

لأنه كان ممثلًا كاملًا عن البشر، عاش طاهرًا، وتألم لأجلهم، ومات عنهم، ثم قام منتصرًا.

 رسالة يسوع الجوهريَّة: لماذا أتى؟

بعد التأمل في هويَّة يسوع، نصل إلى سؤال محوري: لماذا أتى؟ ما هدف تجسُّده وخدمته وموته؟

أولًا: تشخيص المشكلة – الخطيَّة والانفصال

جوهر الأزمة البشريَّة لا يكمن في الجهل أو الاحتياج المادي، بل في الخطيَّة، أي حالة التمرد والانفصال عن الله. الخطيَّة ليست مجرد تصرفات خاطئة، بل طبيعة متمردة تسكن قلب الإنسان، تمنعه من الارتباط بالله القدوس. “إِذِ ٱلْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ ٱللهِ” (روميَّة ٣: ٢٣).

● الخطيَّة انفصال عن الله يدمِّرالتواصل والعَلاقة معه، ويقود إلى الموت الروحي، الذي هو انفصال روح الإنسان عن الله بسبب الخطية،

فيعيش الإنسان حيًّا بالجسد؛ لكنه ميتٌ في عَلاقته مع خالقه. وهو يعني فقدان النور الإلهي والهداية،

حتى وإن ظلَّ الإنسان يُمارس العبادة أو الفضيلة ظاهرًا. لماذا إذًا إدراك هذا مهم؟
لأنه لا يمكن إدراك معنى “المخلِّص” إن لم ندرك أوَّلًا الحاجة العميقة للخلاص.

ثانيًا: تقديم الحل – الصليب هو الجسر

جاء يسوع ليكون الجواب الإلهي على مأساة الخطيَّة. موته على الصليب لم يكن مأساةً عابرة، بل كان قمة تحقيق رسالته. فبصفته الإنسان الكامل والإله الكامل، قدَّم نفسه ذبيحةً كاملةً لأجل خطايانا. “وَٱلرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ ٱلْجَمِيعِ” (إشعياء ٥٣: ٦).

من الهام بمكان التعرُّف سريعًا على هذا المعاني:

الكفّارة: وهي دَفْع ثمن الخطيَّة عن البشريَّة، ورضى الله قد تمَّ في ذبيحة المسيح.

الفديَّة :افتدانا الرب من عبوديَّة الخطيَّة والموت بثمنٍ هو دمه (مرقس ١٠:٤٥).

المصالحة: ترميم العَلاقة بين الله والإنسان من خلال موت المسيح.
لماذا أيضًا هذا مهم؟

لأن في الصليب فقط اجتمع عدل الله (دينونة الخطيَّة) مع رحمته (غفران الخاطئ). فلا تنازُل عن قداسته، ولا استثناء من رحمته، بل تحقيق كامل للاثنين في شخص المسيح.

ثالثًا: إثبات النصر – القيامة هي الدليل

لو انتهت القصة بالموت، لظلَّ يسوع في صفِّ المعلمين الصالحين الذين ماتوا. لكن القيامة قلبت الموازين:

ففي اليوم الثالث، قام يسوع منتصرًا على الموت، مثبتًا أن ذبيحته قُبِلت، وأنه ابن الله بالحق.

“وَإِنْ لَمْ يَكُنِ ٱلْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!” (١ كورنثوس ١٥: ١٧).

● القيامة هي إعلان النَّصر الإلهي،

وخَتْمٌ سماويٌّ يؤكد أن يسوع هو حقًّا الله تمامًا كما قال عن نفسه.

٤. يسوع هو المسيا المنتظَر

منذ العهد القديم، كانت هناك نبوءات عن “المسيَّا” الذي سيأتي ليخلِّص شعبهـ ويقيم مملكة برٍّ وسلام.

ويسوع أعلن أنه هو تحقيق هذه الوعود:
رُوحُ ٱلرَّبِّ عَلَيَّ، لِأَنَّهُ مَسَحَنِي، لِأُبَشِّرَ ٱلْمَسَاكِينَ…” (لوقا ٤:١٨).
“أَنْتَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ، ٱبْنُ ٱللهِ ٱلْحَيِّ” (متّى ١٦:١٦).

هو ليس نبيًّا فقط، بل تحقيق رجاء الأجيال.

٥. يسوع هو المعلِّم الصادق وصانع المعجزات

علَّم يسوع بسلطان لم يشهده الناس من قبل: “لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هَكَذَا مِثْلَ هَذَا ٱلْإِنْسَانِ!” (يوحنّا ٧:٤٦).
وصنع معجزات تثبت لاهوته وسلطانه: شفى، أقام موتى، أطعم، هَدَّأ الطبيعة، وأخرج الأرواح الشريرة.
وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذًا حَيَاةٌ بِٱسْمِهِ” (يوحنّا ٢٠:٣١).

٦. يسوع هو الراعي والصديق – القريب من القلب

هو ليس فقط فاديًا، بل هو راعٍ صالح يرعى خرافه: “أَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ، وَٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ” (يوحنّا ١٠:١١).

وهو يدعو كل واحد لعَلاقةٍ شخصيَّةٍ حيَّة معه، مليئة بالمحبة، والسلام، والنعمة.

٧. يسوع هو الملك الآتي ورجاء العالم

الرجاء المسيحي لا ينتهي عند القيامة، بل يمتد نحو مجيء ثانٍ حيث سيُعلَن ملك الملوك على الكل.

“وَيَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابِ ٱلسَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ” (متّى ٢٤:٣٠).
“وَلَهُ يَكُونُ رَجَاءُ ٱلْأُمَمِ” (متّى ١٢:٢١).
خاتمة وتأمل: وماذا عنك؟
يسوع ليس مجرد موضوع لاهوتي، بل شخص حي، يطلب قلبك، ويريد أن يغيِّر حياتك. هو الباب، الطريق، الراعي، والملك. و

هو يناديك اليوم لتفتح له قلبك. هل تستجيب لندائه الآن؟!

الكاتب/ مينا نبيل

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك