لهيب الحياة وروعة النعمة
Roma

لهيب الحياة وروعة النعمة
عادةً ما نختم أيَّة مقالة روحية بصلاة أو تأمل أو كلمات تحفيزية مشجعة، لكن دعني أفعل العكس هذه المرة! دعني أشجع وأطمئن نفسي ونفسك من بداية المقالة، ربما أنتَ آتٍ من واقع صعب ملئ بالضغوطات والصراعات والآلام النفسية!
هيا نردد معا هذه الكلمات بصوتٍ مسموع، دعنا نُسمِع أنفسنا أصواتا أخرى غير التي نسمعها طوال اليوم:
لن أنظر للعاصفة بل لمَن أمرها بسلطان أن تهدأ وتسكت
لن أجعل الظروف تُطفئ نار ثقتي في قوة وحماية ومحبة الله لي
لن أقف متفرجا على الخوف وهو مثل اللص يسرق إيماني.
يا ربُّ أسلم لك بخضوع الطفل لأبيه:
كل ضعف وخوف وارتباك
كل حزن وقلق مخزون داخل قلبي
كل رصيد مرير من الذكريات والخبرات
أنا محبوب .. أنا ابن لإله قوي لا يتغير أبدا
أنتَ حافظي وحافظ كل أموري بين كفيك
أنا صغيرك المحفوظ المُحاوَط في حِضنك
“ٱلرَّبُّ حَافِظُكَ، ٱلرَّبُّ ظِلٌّ لَكَ عَنْ يَدِكَ ٱلْيُمْنَى.” (مزمور ١٢١: 5).
● امتحان متكرر والنتيجة معروفة!
الآن نمرُّ سريعا على عددٍ من النقاط، دعها معك مثل الملخص الذي يسير به الطالب قُبيل الامتحان؛ ليذكر نفسه بخُلاصة ما يعرفه! طالما أنتَ تفتهمُ المِنهاج النتيجة حتما معروفة!
✔ الله قوتنا وسط الضعف
لا ينتظرنا الربُّ حتى نُصبح أقوياء، بل يقودنا من الضعف والهزيمة للقوة والنجاح، “حينما أنا ضعيف، فحينئذ أنا قوي” (2 كورنثوس 12: 10).
✔ الله معنا وفينا وسط النار وليس من خارجها
الرب كان رابع الفتية الثلاثة وسط أتون النار وهكذا يفعل معي ومعك إن ارتمينا بثقةٍ عليه:
“فَٱجْتَمَعَ ٱلْمَرَازِبَةُ وَٱلْوُلاَةُ وَٱلْوُزَرَاءُ وَمُشِيرُو ٱلْمَلِكِ، وَرَأَوْا هَؤُلَاءِ ٱلرِّجَالَ، أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ لِلنَّارِ قُوَّةٌ عَلَى أَجْسَادِهِمْ، وَشَعْرَةٌ مِنْ رُؤُوسِهِمْ لَمْ تَحْتَرِقْ، وَسَرَاوِيلُهُمْ لَمْ تَتَغَيَّرْ، وَرَائِحَةُ ٱلنَّارِ لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِمْ.” (دانيال 3: 27). نعمة الله لا تحميك فقط بل تُخرجك من النار كأنك لم تدخلها.
✔ الله قوة وصخرة لا تهتز
إنْ ينهار العالم من حولي وتهتز الجبال، صخر الدور ثابت لا يتزعزع أحتمي فيه وبه من هياج العالم! “ٱلرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلَهِي صَخْرَتِي، فِيهِ أَحْتَمِي، تُرْسِي وَقَرْنُ خَلَاصِي، وَمَلْجَإِي.” (٢ صموئيل ٢٢: ٢-٣).
✔ حمايته دائما حاضرة حتى لو نحن نيام وسط ليل طويل
وأنتَ نائمٌ هو ساهر يحميك يرعاك يحرسك يطمئن قلبك “لَا يَنَامُ حَافِظُكَ.. ٱلرَّبُّ حَافِظُكَ، ٱلرَّبُّ ظِلٌّ لَكَ عَنْ يَدِكَ ٱلْيُمْنَى.” (مزمور ١٢١: ٤-٥).
✔ المؤمن ليس مجرد محفوظ بل غالب منتصر
نعم ستواجه كثيرا وكثير في الحياة. لم تُنكر الكلمة ذلك! لكنها صريحة أيضا معك تُخبرك أنك غالب في المسيح وبالمسيح “وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ ٱنْتِصَارُنَا بِٱلَّذِي أَحَبَّنَا.” (رومية ٨: ٣٧).
● أمثلة سريعة لحماية عملية وسط عالم شرير
✔ دانيال .. أسود جائعة وفم مسدود
لحظاتٌ تفصله عن الموت، لكن أرسل الرب ملاكه وسدَّ أفواه الأسود! “إِلَهِي أَرْسَلَ مَلَاكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ ٱلْأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي.” (دانيال6: 22).
✔ إيليا .. ليس وحيدا وسط الأعداء
وسط أعداء وأنبياء كذبة يهددون حياته، حماية من موت محقق ونصرة ورفعة رأس! “فَسَقَطَتْ نَارُ ٱلرَّبِّ وَأَكَلَتِ ٱلْمُحْرَقَةَ وَٱلْحِجَارَةَ وَٱلتُّرَابَ.” (1 ملوك 18: 38).
✔ هارب .. محمي في بطن الحوت
هارب من مشيئة الله حفظه الرب من الموت في بطن حوت، وأعاده للمسار الصحيح؛ فحمد ومجَّد إلهه العظيم “أَمَّا أَنَا فَبِصَوْتِ ٱلْحَمْدِ أَذْبَحُ لَكَ.” (يونان 2: 9).
✔ بولس .. مَن أنتَ أيها العدو الجبان!
جَلْد تعذيب غَرَق سجن موت تشنيع رفض ترك تخلِّي، لم يتهز لأن يد الخالق أبيه كانت ظاهرة وسط كل الأحداث
“وَلَكِنَّ ٱلرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي.” (٢ تيموثاوس 4: 17).
نعم العالم موضوع في لهيب الشرير، لكن أنا وأنتَ وأنتم محميون في ستر روعة نعمته الإلهية!
الرب لا يقف صامتا يشاهد ألمك في سكون .. الرب يقاتل عنك لأنك ابنه!
الكاتب/ مينا نبيل