مَن كان يُدير الكَون؟!

Roma

مَن كان يُدير الكَون أثناء موت المسيح على الصليب؟!

إحدى التساؤلات الشهيرة، التي يتم تداولها كثيرا، هي هذا السؤال الشهير: (إذا كان المسيح هو الله، من إذن كان يدير الكون عند موته، ودفنه ثلاثة أيام في القبر؟)
لا يختلف اثنان أبدا، في أي دين، على أن طبيعة الله الإلهية، غير قابلة على الإطلاق للموت، لكن لا يختلف اثنان أيضا من أي دين أو معتقد، على أن الطبيعة البشرية قابلة تماما للموت، فلم نسمع، ولن نسمع، عن إنسان لا يموت.
الفكرة ببساطة في الإيمان المسيحي الذي يُقرُّ بتجسُّد الرب، هي أن طبيعة الله الإلهية، غير القابلة للفناء والموت، اتحدت بالطبيعة البشرية الإنسانية القابلة للموت، والطبيعة البشرية هى التي ماتت على الصليب!

 لنفكر قليلا ونتدبر في المثل البسيط:

الإنسان هو روح ونفس وجسد، فعندما يأكل الإنسان، أي جزء منه هو الذي يأكل؟ بكل تأكيد الجسد الذي يتكون من أعضاء كثيرة معقدة، فهل حينها سنقول أكَلَ الجسد، أم نقول أكل فلان (الإنسان)؟
الروح والنفس بالطبع لا يأكلان ولا يشربان! بل الجسد!
الأمر تماما كذلك في الموت، فالروح الإنسانية خالدة، لا تموت أبدا، بل تنتقل إلى عالم آخر روحي غير مرئي، وغير ملموس، وتبقى حية إلى الأبد، الجسد هو الذي يموت، عندما تنفصل عنه الروح، بعد مغادرة الجسد، لأن الروح هي مصدر الحياة! فهل نقول حينها مات جسد فلان؟ أم نقول مات فلان؟
هذا يقودنا إلى حقيقة واحدة لا لبس فيها، أن الطبيعة البشرية التي كانت متحدة بالطبيعة الإلهية، هي التي ماتت. إذا الله لم يمت، وحاشاه أن يموت. وموت الطبيعة البشرية، لم يكن ضعفا، حاشا أيضا، بل كان من أجل فداء الإنسان، وهذا يمكن أن نتطرق له في مقالةٍ أخرى مفصَّلة.
يخبرنا الكتاب المقدس في (إنجيل يوحنا 15: 13): ” ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه”.
والسيد المسيح، له كل المجد، هو الذي أقدم على هذه الخُطوة، بمحبة كاملة؛ بمحض اختياره التام؛ لأن قيمة الإنسان في المسيحية قيمة عظيمة!
رجوعنا للسؤال الشهير: (من كان يدير الكون إذن أثناء موت المسيح؟)
كان لاهوته (قوته الإلهية) هو الذي يدير الكون، لأن لاهوته لا ولن ولم يمت، أو يتأثر إطلاقا بموت الجسد؛ فلاهوته موجود في كل مكان: الأرض والسماء، فكان بناسوته على الأرض، وبلاهوته، في كل مكان.

بقلم: مينا نبيل

 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك