هل القتل حرام أم حلال؟
Roma
هل القتل حرام أم حلال؟
في الوصايا العشر :لا تقتل، لا تزني، لا تسرق (خر20: 13)
إلا أننا نجد في سفر العدد أن الرب يناقض الوصية بعدم القتل: “وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى … فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَاقْتُلُوا أَيْضاً كُلَّ امْرَأَةٍ ضَاجَعَتْ رَجُلاً، وَلَكِنِ اسْتَحْيَوْا لَكُمْ كُلَّ عَذْرَاءَ لَمْ تُضَاجِعْ رَجُلاً. (عد 31: 17ـ 18)
وفي سفر هوشع أيضا يقول – “يقول الرب: تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها. بالسيف يسقطون. تحطم أطفالهم، والحوامل تشق (هو13:16)
وعلى شاكلة هذه الشواهد يوجد الكثير فهل القتل حرام أم حلال؟ وكيف نحل هذا التناقض في الوصايا
هناك فرق واضح بين الأحكام الفردية التي تنظم القوانين في الحياة العامة … وفي المجتمعات تحرم الدول القتل بين الأفراد سواء بحق أو بغير حق, وجعلت المشرع هو الذي له الحق في إأصدار القوانين … وهنا في دولة إسرائيل المشرع هو الله الذي قال لأبناء المجتمع لا تقتل, ولكن نفس المشرع يمكن أن يصدر الأوامر بالقتل لمن أخطأ أو تمرد على قوانين التشريع … والله أعطى كمشرع قوانين تتعلق ببعض الأخطاء التي تعاقب بالقتل … وهذا عادي للحفاظ على العدالة … الإنسان في حالته الطبيعية لا يجب أن يقتل لأنه أمر إلهي …
وكذلك في القوانين المصرية (على سبيل المثال) يوجد أمر بعدم القتل، ولكننا نجد الدولة المصرية لديها وظيفة شهيرة وهي وظيفة “عشماوي” وهذه الوظيفة عبارة عن تنفيذ الأحكام الخاصة بالقتل شنقاً.
ونحن نجد أن الحكومة المصرية لا تعاقب عشماوي الذي ينفذ قوانين الإعدام في الناس، وكذلك لم نشعر أن هناك تناقضاً بين قانون الدولة وبين ما يفعله عشماوي الذي عمله هو تنفيذ أحكام القصاص على الناس …
والله لم يكن يناقض نفسه مطلقا عندما قال لأبناء المجتمع “لا تقتل” …ولكنه استخدم سيف إسرائيل كحكم دينونة على شعب آخر … هنا إسرائيل لا يقتل ولكنه ينفذ حكم إعدام على شعب بأمر الله
أما ما ذكر في ( هو13: 16، أش 13: 16 ) فنحن نرى أن العقاب يأتي في صيغة المبني للمجهول فالشعب لم ينفذ هذا العقاب، ولكن الرب سمح للأدوات البشرية بإجراء شهوة قلبهم لكي يستخدم ذلك (في عنايته) كعقاب لمن يستحق العقاب.
لقد كان كل شئ محسوباً على مر التاريخ، وأيضاً محسوماً، أنه في أيام إبراهيم قد صدر القرار بالانتظار 400 سنة، وبعد أن تمت هذه المدة وجدنا أن هذه الشعوب مستمرة في عصيانها، وحان وقت القصاص، فأصدر الله حكمه بأن ينفذ (عشماوي) الذي هو شعب إسرائيل ما قد حكم به عليها قديماً … وقد كان. لقد كان هذا الأمر بسبب الخطية والعصيان الذي عصت به هذه الشعوب شريعة الله. نفس الأمر حدث مع شعب إسرائيل في مبدأ البركات واللعنات المدون في سفر التثنية 28. حيث بسبب معصية شعب إسرائيل وعدم طاعتهم، دفعهم الله للسبي والقتل والنهب.الأمر الذي أوضحه هوشع.
الكاتب / عماد حنا