قيامة المسيح _3

Roma

قيامة المسيح _3

نظريات خاطئة ضد قيامة المسيح

رغم أن قيامة المسيح من الموت حقيقة مؤكدة، وبراهينها واضحة، إلا أن بعض المتشككين العصريين يحاولون إنكار قيامة المسيح. وادعوا ادعاءات ليس لها سند ولا برهان، وقد تم تفنيد هذه الادعاءات ولكن مازال البعض في عالمنا العربي يتقولون بها. ومن هذه النظريات الخاطئة:

  • خطأ المريمات في معرفة القبر:

    يقولون أن المريمات في صباح يوم الأحد ذهبن إلى قبر غير القبر الذي دُفن فيه المسيح.

فإن هذا الادعاء يبدو ظاهرياً مقبول، ولكن عند الفحص نرى الأخطاء الواضحة مثل:

  • إن المريمات كن شاهدات عيان لعملية الدفن، يقول البشير متى “فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ الَّذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ فِي الصَّخْرَةِ، ثُمَّ دَحْرَجَ حَجَرًا كَبِيرًا عَلَى بَاب الْقَبْرِ وَمَضَى. وَكَانَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى جَالِسَتَيْنِ تُجَاهَ الْقَبْرِ.”(مت27: 59-61، وانظر أيضاً مر15: 46 و47، لو23: 55).

فالمريمات راقبن عملية الدفن، وعرفن مكان القبر، وقد تأكدن من ذلك لأنهن كن قد عزمن على العودة مرة أخرى بعد السبت لوضع الحنوط والأطياب على الجثة “فرجعن وأعددن أطياباً وحنوطاً” (مر16: 1).

  • إن عدد المريمات يدحض هذا الاعاء، فلم تكن إمرأة واحدة حتى يكون إحتمال الخطأ قائم، ولكن كن أكثر من ذلك، فلو ضلت إحداهن الطريق وأخطأت في معرفة القبر، لاستطاعت الأخريات أن يصلحن خطأها، والقول بجواز الخطأ على كلهن غير منطقي.
  • إن الوقت الذي وصلت فيه المريمات إلى القبر ينفي إحتمال الخطأ، فإن كن قد خرجن من بيوتهن عند الفجر والظلام باقِ (يو20: 1، مت 28: 1، لو24: 1) إلا أنهن وصلن القبر، والشمس قد أشرقت وأضاء نور الصباح (مر16: 2)، ولذلك فمعرفة القبر أمر سهل، وإحتمال الخطأ غير قائم.
  • إن الضربة القاضية لهذا الادعاء هي: إن المسيح قد دُفن في قبر خاص، في بستان خاص بيوسف الرامي أي أن المكان ليس مقبرة عامة، فيها كثير من القبور، حتى يكون هناك إمكانية الخطأ بل قبر واحد.
  • إن عقيدة القيامة لم تبن على ما قالت به المريمات. فالرسالة التي حملتها أن جسد المسيح غير موجود في القبر، وعند ذلك ذهب بطرس ويوحنا وتأكدا من حقيقة القبر الفارغ. فهل ذهب بطرس ويوحنا إلى قبر خطأ؟ إن نظرية ذهاب المريمات إلى قبر خطأ نظرية وهمية وادعاء كاذب.
  • إن رؤساء الكهنة وهم يعرفون مكان القبر جيداً، وعلى هذا القبر جنود للحراسة، من المفترض أنه عندما أعلن أتباع المسيح عن قيامته أن يعلنوا كذب هذا القول ويؤكدوا للناس خطأ أتباع المسيح. وأن الجثة موجودة في القبر الصحيح. ولكنهم عندما عرفوا ما حدث وأن المسيح قد قام من الموت اخترعوا نظرية أخرى وهي أن تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوا الجثة (مت 28: 11-15).

2–   نظرية سرقه الجثة، هذه النظرية أُعلنت في يوم القيامة نفسه، بعد قيامة المسيح من الموت “وَفِيمَا هُمَا ذَاهِبَتَانِ إِذَا قَوْمٌ مِنَ الْحُرَّاسِ جَاءُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ بِكُلِّ مَا كَانَ. فَاجْتَمَعُوا مَعَ الشُّيُوخِ، وَتَشَاوَرُوا، وَأَعْطَوُا الْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً قَائِلِينَ: «قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذَهُ أَتَوْا لَيْلًا وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ. وَإِذَا سُمِعَ ذلِكَ عِنْدَ الْوَالِي فَنَحْنُ نَسْتَعْطِفُهُ، وَنَجْعَلُكُمْ مُطْمَئِنِّينَ». فَأَخَذُوا الْفِضَّةَ وَفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُمْ، فَشَاعَ هذَا الْقَوْلُ عِنْدَ الْيَهُودِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.” (مت 28: 11-15).

للرد على هذا الادعاء نقول أن هذا مستحيل لسببين:

الأول: التلاميذ، فمن المستحيل أن يقوم التلاميذ بسرقة الجسد للأسباب التالية:

  • الحالة النفسية التي كان فيها التلاميذ، فنتيجة لصلب وموت المسيح، من المؤكد أنه قد أصابهم اليأس والخوف، ومن ثم لم يكن لديهم الشجاعة والجرأة على القيام بهذا العمل في ذلك الوقت.
  • لم يكن هناك أي دافع لدى التلاميذ لسرقة الجسد، فإذا أفترضنا أنهم فعلوا ذلك ليكرموا جسد المسيح. فالحقيقة أن يوسف الرامي فعل هذا، وتم تكفين الجثة، ووضع الأطياب والحنوط، ودفنه في قبر جديد، ربما لا يمتلك مثله أي واحد من التلاميذ، وإذا قلنا أنهم قد فعلوا ذلك لينادوا بأن المسيح قام من الموت، فهذا أيضًا مردود عليه، فالتلاميذ لم يكونوا مؤمنين بقيامة المسيح الجسدية رغم أن المسيح سبق وأعلن لهم ذلك، وأيضاً أخلاقيتهم تمنعهم أن يدَّعوا هذا كذباً.
  • إذا كان التلاميذ قد سرقوا الجثة، فلماذا رأينا الأكفان موضوعة والمنديل ملفوفاً، إن من يقوم بالسرقة يكون مستعجلاً في إتمام عمله لئلا يُكتشف ما يقوم به. ولا سيما أن ذلك الوقت كان احتفالاً بعيد الفصح والمدينة (أورشليم) تكون مزدحمة بالزوار.
  • إذا كان التلاميذ قد سرقوا الجثة، فلماذا لم يقم رؤساء الكهنة أن يشتكوهم للوالي الروماني ويتم القبض عليهم والتحقيق معهم واسترجاع الجثة مرة أخرى، ولا سيما أن هناك قرارًا امبراطوريًا كان معروفاً في ذلك الوقت، أن من ينبش القبور يُقدَم للمحاكمة وحيث أن هذا لم يتم، إذاً فهذا دليل على أن هذا الادعاء لم يحدث.
  • من المستحيل أن يسرق التلاميذ جسد المسيح، ثم يقنعون أنفسهم بأنه قام من الموت ويقدمون حياتهم للموت في سبيل تعليم هم يعلمون أنه كاذب، إن عقيدة التلاميذ الراسخة في قيامة المسيح من الموت واعلانهم هذا في أورشليم دليل لا يقبل الشك على إستحالة سرقة الجسد، وكذب هذا الادعاء.
  • إذا كان التلاميذ قد سرقوا الجثة فأين أخفوها؟ وهل لم يكن في إمكان رجال الدين ورجال الشرطة البحث عنها ومعرفة مكانها، وتكذيب أقوال التلاميذ أن المسيح قد قام من الموت؟

ثانياً: الحراسة، لقد تم ختم القبر، ووضعت عليه حراسة مشددة، ولذلك فالسرقة مستحيلة لما يلي:

  • الحراسة مشددة لأنه هناك تحذير من أن تلاميذه ربما يأتوا ليلاً لسرقة الجثة.
  • القانون الروماني يقول: إن الجندي الذي ينام في نوبة حراسته يقدم للمحاكمة.
  • من المستحيل أن يُقدِم التلاميذ على سرقة الجسد في وجود مثل هذه الحراسة ويفضون الأختام وهذا أمرًا غير قانونيًا.
  • إذاً، إمكانية سرقة الجسد والحراس في يقظة هي مستحيلة، لذلك نفترض أن الحراس كانوا نيامًا. وهذا أيضًا مستحيلًا لما يلي:
  • عدد الجنود كما يقول الدارسون ستة عشر جنديًا، كل أربعة يكونون معاً، فإذا أفترضنا أن أحدهم قد نام، فالآخرين يقظون، ومن المستحيل أن ينام كل الحراس معاً في الوقت نفسه.
  • إذا افترضنا أنهم قد ناموا، فلكي يتم إخراج الجثة، يجب فتح القبر ورفع الحجر الذي يصل وزنه إلى 1,5 – 2,5 طن كما يقول علماء الآثار، وهذا يسبب ضجة تؤدي إلى استيقاظ الجنود، وذلك على فرض صحة القول بأنهم قد ناموا.
  • إذا كان الحراس نائمين (مت28: 11-15) فكيف عرفوا أن تلاميذه هم من أتوا ليلاً وسرقوا الجثة؟

 

إذاً الادعاء بأن جسد المسيح قد سُرق من القبر هو ادعاء كاذب ولكن المسيح قام بالحقيقة قام.

الكاتب د. فريز صموئيل 

 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك