كيف تكون عملية الصلب رحمة وهبة للبشرية؟
Roma

كيف تكون عملية الصلب رحمة وهبة للبشرية؟
المحتوي
ولو كان الصلب والفداء لغفران خطيئة آدم وحواء – فكيف يكفر عن خطيئة الشيطان؟ وهل سيضطر إلى النزول مرة أخرى والزواج من شيطانة لينجب شيطاناً يصلب عن الشياطين؟ أليست خطيئة الشيطان أعظم وأجل؟
وهل يعقل أن تكون قوانين الأمم المتحضرة اليوم أعدل من قانون الله، حيث إنها لا تحاسب الإنسان على فعل غيره ولو كان ابنه أو أباه؟
كيف تكون عملية الصلب والقتل وإسالة دم البريْ رحمة وهبة للبشرية؟
هناك حقيقتان هامتان، أن هذا الكتاب يتكلم عن فداء البشر، فلماذا تشغل نفسك بمشكلة غيرك؟ لقد خلق الله الإنسان بمنزلة عظيمة، فيصفه الكتاب أنه خُلِق على صورة الله، ومن الطبيعي أن يسعى الله لإنقاذ من هو على صورته، أما الشيطان فهو أحد خدم الله، وقد اختار الهلاك من خلال تمرده وتعدّيه. إن البحيرة المتقدة بنار هي مُعدة لإبليس وجنوده، لقد أعد منذ القديم عقاب الشيطان، فلماذا تظن أنه سيفديهم! من أعد لهم القصاص لا ينوي فداءهم.
والأسباب لهذا كثيرة، فإننا نرى أن آدم قد أغوي (مضحوك عليه), أما إبليس فقد اختار طواعية أن يتمرد على الله. كما أن إبليس ولأنه تعدّى على الله من دون غواية، بل في تجبر وكبرياء قلبه، فقد سقط بدون رجعة، فمن هذا المنطلق لا ينطبق مبدأ الفداء على الملائكة أو الشياطين الساقطة، ناهيك عن أن الملائكة أرواح مخلوقة من ريح ونار ..انظر (عبرانيين 1: 7)، وليس لها دم مثل البشر، لذلك الفداء من هذا الجانب لا يصلح للملائكة، لأن الكتاب المقدس يذكر أنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة للخطايا (عب 9: 22)، لسبب بسيط وهو أن نفس الإنسان في دمه كما يرد في ( اللاويين 17: 11)
اقرأ معي هذه الآية (لأَنَّ نَفْسَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ، فَأَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ، لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْس).
أما الإنسان فلإنه مخلوق يعيش بواسطة الدم الذي إن نفذ من جسده مات وأصبح الجسد عاجزاً، لذلك ينطبق عليه مبدأ الفداء المبني على سفك الدم. إذاً نجد أن الفارق شاسع بين أمرين تحاول أنت أن تساوي بينهما. ليتك تهتم بخلاص نفسك بدلاً من اهتمامك بالطريقة التي سيفدي بها الله الشيطان. الموضوع لايهمك في شيء.
أما ما ذكرت بخصوص قوانين الأمم المتحضرة فأنا بدوري أسألك, وهل يكون الله اقل عدلاً من تلك الدول التي تصر على أن تقيم الجزاء على كل من يُخطئ؟ .. إن مجرد كسر إشارة مرور له ثمن في الدولة، أما عند الله فيمكن للقاتل أن ينجو بفعلته تحت مسمى أن الله غفور رحيم (أتكلم بحسب مفهومك أنت وما جاء في شريعتك)، هل هذا عدل؟
وهل ترضى ان يكون الله أقل عدلاً من البشر لأنه غفور رحيم؟
صدقني، إن الفداء الإلهي هو العلاج الطبيعي والوحيد لمشكلة العدل والرحمة فالرحمة يمكن أن نستفيد بها عندما نثق أن عدل الله قد تم تنفيذه في يسوع المسيح. لقد عالج السيد المسيح مشكلة خطية آدم، فصار الطريق مفتوحاً أمام رحمة الله, فليتك تستثمر هذه الفرصة، التي ستنتهي بموتك. لأنه بموتك سيسأل الله عن ديونك، وسيجدها كثيرة وغير مدفوعة، وعلى الرغم من أن هناك من سدد الدين إلا أنك تضيع الوقت في طرح أسئلة دون أن تغتنم الفرصة وتقتنصها فتحصل على التبرير. أما اعتمادك على ذلك الميزان المزعوم الذي يوازن بين الحسنات والسيئات، فمهما كان ميزان حسناتك فهو لن ينجح أبداً في التغلب على سيئاتك, فالحسنات هي ما ينبغي على الانسان أن يفعلها، أما السيئات فهي ما وجب فعله ولكنك لم تفعله أو فعلت ضده، وبالتالي فهي واجبة العقاب, وإذا لم يدفع أحدٌ الفاتورة بالنيابة عنك فستكون واجبة الدفع بالنسبة لك. وهنا تكون النتيجة هي موت أبدي
انتهز الفرصة الآن واسجد الى الله وثق أن السيد المسيح سوف يوفي الدين كاملاً.
الكاتب / عماد حنا