قد أكمل ماذا ؟؟؟؟؟

Roma
قد أكمل ماذا ؟؟؟؟؟

قد أكمل ماذا ؟؟؟؟؟

في إنجيل يوحنا يقول “هَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.

أنا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ”. (يو17: 3-4)

كيف يكون العمل الذي أعطاه الله للمسيح قد أكمل والمسيح لم يصلب بعد ؟

المسيح حتى لم يكن وضع على الصليب وكما تقولون أنتم فإن العمل الذي جاء من أجله هو أن يصلب ليخلص البشرية، فكيف يقول المسيح قبل الصلب بأن العمل الذي أعطاه الله له قد أكمله؟ هل كان يكذب؟

اؤمن أن اجابة أي سؤال موجود داخل النص فيكفي أن تقرأ الجزء كله فيكون الرد موجود في السياق . لنقرأ معاً الجزء كله حتى نفهم ماذا يريد السيد المسيح أن يقول
تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ:«أَيُّهَا الآبُ، قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضًا، إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ. وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ. «أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي، وَقَدْ حَفِظُوا كَلاَمَكَ. وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ، لأَنَّ الْكَلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ، وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِينًا أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ، وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. لَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ الْعَالَمِ، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لأَنَّهُمْ لَكَ. وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ، وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي، وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ. وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، وَأَمَّا هؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ

إذاً بداية الكلام هي “قد أتت الساعة” وهي الساعة التي سيبدأ معها مشوار الصلب، هل في هذا المشوار كان المسيح يفعل شيئاً؟! … إنه كما قال إشعياء النبي “ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ” (اشعياء 53: 7), إنه بعد هذه الصلاة بدأ رحلة الصمت الخاضع التي من خلالها سيقوم الله بتنفيذ القصاص.
وهناك أمر ينبغي أن لا تنساه، لأن هذه الصلاة وردت في إنجيل يوحنا. ولابد أن تعلم أن الأصحاحات 13-17 من إنجيل يوحنا هي وحدة واحدة وحدثت جميعها في الليلة التي أُسلِمَ فيها يسوع. فبهذا يكون يسوع قد أكمل كل ما طلبه منه الآب من عمل ليعمله.
إذاُ وهو يسجد ويصلي في هذه المرحلة كان السيد المسيح قد أتم كل المطلوب منه, ولم يبق عليه سوى أن يخضع ويستسلم للقصاص الإلهي.,

ولكن قبل ذلك كانت مهمته كمرسل سماوي تتلخص فيما شرحه وهو :-
-إعطاء المجد لله
-يعرف الناس الإله الحقيقي ويسوع المسيح الذي أرسله
-إظهار اسم الله للناس
-الكلام الذي أعطاه الآب له نقله هو للتلاميذ
هذا العمل قد أكمله المسيح بالكامل, وهو الآن يصلي ويتشفع لأجل تلاميذه حتى لا يهلك منهم إلا ابن الهلاك. إن العمل الذي أتمه هو العمل الذي عمله داخل هؤلاء التلاميذ, وإعلان مجد الله الكامل في شخصه. هل وصلت الفكرة؟

الكاتب /عماد حنا 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك