صــــــوت مَــــــن ؟
Roma
صــــــوت مَــــــن ؟
يقول صاحب إنجيل لوقا عن قصة تعميد يسوع هكذا “وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!».” (لو3: 22)
وبغض النظر عن قصة الحمامة لكن السؤال
هو صوت مَن المتحدث ؟
إن كان يوحنا يقول عن الله ” وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَهُ قَطُّ وَلاَ أَبْصَرْتُمْ هَيْئَتَهُ” (يو5: 37)
فعلمنا أنه لا أحد يسمع صوت الله أبداً ولا يبصر أحد هيئته، وإن كان الإبن هو يسوع وهو لم يقل أنت إبني الحبيب ولكن الصوت كان قادماً من السماء والروح القدس هي الحمامة وهي لم تقل هذا أيضاً والله لا أحد يسمع صوته قط!! فمن الذي قال أنت إبني الحبيب؟
من يوحنا 5: 37 علمنا أنه أنه لا أحد يسمع صوت الله أبداً ولا يبصر أحد هيئته،
وهذا جاء في سياق النص الذي وردت فيه هذه الآية الكريمة لنفهم قصد الرب يسوع من الكلام الذي ذكره. لذلك علينا أن نعرف سياق الإصحاح الخامس وهو يبدأ بحادثة شفاء شخص مشلول وله ثمان وثلاثون سنة على هذه الحال. لقد شفاه الرب يسوع في يوم السبت (يو5: 9). بعدها وفي بقية الفصل حدث جدل كبير بين معلمين اليهود والمسيح نتج عنه هذه العبارة
من الواضح هنا أن يسوع قال هذا لمعارضيه من اليهود والذين لم يكونوا يؤمنون به بأنه المسيح المُرسَل من الآب. لذلك عندما قال لم تسمعوا صوته، فهو يقصد بأنهم لم يفهموا كلامه, أوهم يقرأون العهد القديم من دون أن يفهموه. فهم يظنون بقراءتهم العهد القديم سوف ينالون الحياة الأبدية، لكنهم يغفلون عن حقيقة أن العهد القديم يتكلم عن يسوع المسيح المُرسَل من الله خلاصاً للبشرية وليمنح الحياة الأبدية لكل من يؤمن به.
لا تنسى أخي الساءل أن يسوع أشار عدة مرات إلى مساواته مع الآب، ليس هو فحسب، بل أن معارضيه فهموا هذا الأمر كما رأينا سابقاً من عبارة “وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً.”
لنرجع الى عبارة لوقا وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ.” (لو3: 22)
السؤال هو صوت مَن المتحدث ؟
صوت مَن هو هذا الذي قال “هذا هو ابني الحبيب الذي به سُرِرْتْ .
إنه صوت يعبر عن ما يريد أن يقوله الآب السماوي، فمثلما تجلى الابن في شخص المسيح، وتجلى الروح القدس في شكل حمامة تجلى الآب السماوي في صوت يعلن عن دعمه لما يفعله الابن
فالابن في الاصل روح وليس بشري، والآب لم يسمعه أحد قط ولكن تجلى صوته ليعلن عما يريده والروح القدس ليس حمامة ولكنه تجلى في شكل حمامه ليعلن رضاء الثالوث عما يفعله الابن متجسدا.
الكاتب /عماد حنا
