المسيح ابن الله

Roma

المسيح ابن الله

عندما يقرأ البعض أو يسمع قولنا: إن المسيح ابن الله، يتسأل هل الله قد تزوج وأنجب وبالطبع هذا لم يقله أي مسيحي. فماذا تعنى عندما نقول هذا؟

  1. نحن لا نعنى: ولادة جسدية، أي أن اتخذ له زوجة او صاحبة وأنجب منها المسيح، ولا نعنى بنوة معنوية، كالقول: ابن النيل او ابن مصر.. إلخ.
  2. ولكننا نعني:
  • المسيح ابن الله بمعنى أسند له نفس طبيعة الله
  • إن الله واحد في ثالوث، والابن أحد أقانيم الثالوث

إن تعبير ابن الله لا يعنى أن الآب قد سبق الابن في الوجود، لأنه لم تكن هناك لحظة من الزمان كان فيها الآب بدون ابن، او الابن بدون آب، فالآب أزلي والابن أزلي ولا درجات في الأزلية

  • لقد أطلق الكتاب المقدس على الأقنوم الثاني لقب الابن لله للدلالة على:

    • الإعلان: الله لاهوت غير مادي، ومن ثم فهو غير محدود، وغير مرئي، أي اننا لا نستطيع بعيوننا المادية المحدودة أن نراه، وعندما أتخذ أقنوم الابن او الكلمة جسداً أصبح مرئياً “في البَدءِ كانَ الكلِمَةُ، والكلِمَةُ كانَ عِندَ اللهِ، وكانَ الكلِمَةُ اللهَ.. والكلِمَةُ صارَ جَسَدًا وحَلَّ بَينَنا، ورأينا مَجدَهُ، مَجدًا كما لوَحيدٍ مِنَ الآبِ… اللهُ لم يَرَهُ أحَدٌ قَطُّ. الِابنُ الوَحيدُ الّذي هو في حِضنِ الآبِ هو خَبَّرَ (أعلن)(إنجيل يوحنا إصحاح 1 عدد 1و14و18). فالابن هو من أعلن لنا الآب.
    • المعادلة: بعد أن شفى المسيح مريض بركة بيت حسدا “ولِهذا كانَ اليَهودُ يَطرُدونَ يَسوعَ، ويَطلُبونَ أنْ يَقتُلوهُ، لأنَّهُ عَمِلَ هذا في سبتٍ. فأجابَهُمْ يَسوعُ: «أبي يَعمَلُ حتَّى الآنَ وأنا أعمَلُ». فمِنْ أجلِ هذا كانَ اليَهودُ يَطلُبونَ أكثَرَ أنْ يَقتُلوهُ، لأنَّهُ لم يَنقُضِ السَّبتَ فقط، بل قالَ أيضًا إنَّ اللهَ أبوهُ، مُعادِلًا نَفسَهُ باللهِ. (إنجيل يوحنا إصحاح  ٥ عدد ١٦، ١٧، ١٨ ) ، وعندما أعلن المسيح أن الله أبوه وساوى نفسه بالله في العمل فهم اليهود أنه يعادل نفسه بالله، بمعنى أن ابن الله يعادل الله، وبما أن الله لا معادل ولا مساوى له، إذاً، فهو الله الظاهر في الجسد
    • العلاقة: لقد استخدم الكتاب المقدس لقب ابن الله، ليوضح العلاقة التي تربط الأقنومين معاً: الآب والابن، ولذلك يقول عن الأبن “ابن محبته” أي الابن الذى يحبه وأطلق على المسيح عدة مرات لقب: “الابن الوحيد”

وعندما نقول ابن الله فنحن لم نخترع هذا ولكن هذا هو إعلان الله عن المسيح كما نراه في:

  1. العهد القديم

إنّي أُخبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضاءِ الرَّبِّ: قالَ لي: «أنتَ ابني، أنا اليومَ ولَدتُكَ” (المزامير إصحاح 2عدد7) ونرى اتمام هذا في (سفر أعمال الرسل إصحاح 4 عدد25-27 , الرسالة إلى العبرانين إصحاح 1 عدد5)

مَنْ صَعِدَ إلَى السماواتِ ونَزَلَ؟ مَنْ جَمَعَ الرّيحَ في حَفنَتَيهِ؟ مَنْ صَرَّ المياهَ في ثَوْبٍ؟ مَنْ ثَبَّتَ جميعَ أطرافِ الأرضِ؟ ما اسمُهُ؟ وما اسمُ ابنِهِ إنْ عَرَفتَ؟  (سفر الأمثال إصحاح 30عدد4 ).

  1. إعلان الآب:

  • عند المعمودية: “صوتٌ مِنَ السماواتِ قائلًا: «هذا هو ابني الحَبيبُ الّذي بهِ سُرِرتُ». (إنجيل متى إصحاح 3 عدد17)
  • على جبل التجلي: “هذا هو ابني الحَبيبُ الّذي بهِ سُرِرتُ. لهُ اسمَعوا” (إتجيل متى إصحاح 17عدد5).
  1. إعلان المسيح نفسه

لقد أعلان المسيح أثناء حياته على الأرض عديد من المرات أن الله أبوه، منها:

  • (إنجيل يوحنا إصحاح 10 عدد 36و37) قال لهم المسيح: “أتَقولونَ.. إنَّكَ تُجَدِّفُ، لأنّي قُلتُ: إنّي ابنُ اللهِ؟ إنْ كُنتُ لَستُ أعمَلُ أعمالَ أبي فلا تؤمِنوا بي”.
  • بعد شفاء الأعمى منذ ولادته، قال له يسوع: “أتؤمِنُ بابنِ اللهِ؟ أجابَ ذاكَ وقالَ: «مَنْ هو يا سيِّدُ لأومِنَ بهِ؟». فقالَ لهُ يَسوعُ: «قد رأيتَهُ، والّذي يتَكلَّمُ معكَ هو هو!». فقالَ: «أومِنُ يا سيِّدُ!». وسَجَدَ لهُ. (إنجيل يوحنا إصحاح 9 عدد35-38).
  • أثناء المحاكمة: “فسألهُ رَئيسُ الكهنةِ أيضًا وقالَ لهُ: «أأنتَ المَسيحُ ابنُ المُبارَكِ؟». فقالَ يَسوعُ: «أنا هو” (إنجيل مرقس إصحاح 14 عدد 61و62 ).  

(لمزيد من النصوص الكتابية، اقرأ: (إنجيل متى إصحاح 16 عدد 13-17، إنجيل متى إصحاح 18عدد 35، إنجيل لوقا إصحاح 2عدد49، إنجيل يوحنا إصحاح5عدد17، إنجيل يوحنا إصحاح10عدد32، إنجيل يوحنا إصحاح 3 عدد  16-18 …إلخ)   

  1. إعلان تلاميذه وأتباعه

ما أكثر هذا الأقوال التي جاءت على لسان التلاميذ وأتباع المسيح نذكر منها أمثلة:

  • بطرس: “فأجابَ سِمعانُ بُطرُسُ وقالَ: أنتَ هو المَسيحُ ابنُ اللهِ الحَيِّ”. (إنجيل متى إصحاح16عدد16).
  • مرقس: “بَدءُ إنجيلِ يَسوعَ المَسيحِ ابنِ اللهِ” (إنجيل مرقس إصحاح 1عدد1).
  • يوحنا: “وآياتٍ أُخَرَ كثيرَةً صَنَعَ يَسوعُ قُدّامَ تلاميذِهِ لم تُكتَبْ في هذا الكِتابِ. وأمّا هذِهِ فقد كُتِبَتْ لتؤمِنوا أنَّ يَسوعَ هو المَسيحُ ابنُ اللهِ، ولكي تكونَ لكُمْ إذا آمَنتُمْ حياةٌ باسمِهِ ” (إنجيل يوحنا إصحاح 20 عدد 30و31).
  • يوحنا المعمدان: “وأنا قد رأيتُ وشَهِدتُ أنَّ هذا هو ابنُ اللهِ” (إنجيل يوحنا إصحاح 1 عدد34).
  • نثنائيل: “أجابَ نَثَنائيلُ وقالَ لهُ: يا مُعَلِّمُ، أنتَ ابنُ اللهِ” (إنجيل يوحنا إصحاح 1عدد49).
  • قائد المئة: “وأمّا قائدُ المِئَةِ والّذينَ معهُ يَحرُسونَ يَسوعَ ..وقالوا: حَقًّا كانَ هذا ابنَ اللهِ” (إنجيل متى إصحاح 27عدد54).

الفرق بين بنوة المسيح لله، وبنوة الآخرين

يقولون لقد أطلق على الملائكة، والبشر لقب ابن الله، ولم يقتض ذلك إلوهيتم، أي أنهم أبناء الله مجازياً، ومن ثم فالمسيح ابن الله مجازياً بمعنى حبيب الله

وعندما نرجع إلى الكتاب المقدس نجد أن هناك نوعين من البنوة:

  1. بنوة حقيقية: مثل بنوة الابن لأبية، وبنوة المسيح لله هي بنوة حقيقية طبيعية لأنه له طبيعة الله فهو “بَهاءُ مَجدِهِ، ورَسمُ جَوْهَرِهِ” (الرسالة إلى العبرانين إصحاح1عدد3)، وفيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلءِ اللّاهوتِ “(رسالة بولس الرسول إلى اهل كولوسي إصحاح 2عدد9 ).
  2. بنوة مجازية: مثل بنوة الخلق، فكل البشر هم أبناء الله كقول أشعياء “يا رَبُّ أنتَ أبونا وأنتَ جابِلُنا” (سفر إشعياء إصحاح64عدد8)، بنوة الإيمان: كقول الرسول بولس “لأنَّكُمْ جميعًا أبناءُ اللهِ بالإيمانِ بالمَسيحِ يَسوعَ” (رسالة بولس الرسول إلى اهل غلاطية إصحاح3عدد26)، وكقول الرسول يوحنا: “وأمّا كُلُّ الّذينَ قَبِلوهُ فأعطاهُمْ سُلطانًا أنْ يَصيروا أولادَ اللهِ، أيِ المؤمِنونَ باسمِهِ” (إنجيل يوحنا إصحاح1عدد12).

وعندما نقارن بين بنوة المسيح وبين بنوة البشر والملائكة، والمؤمن نجد اختلافات واضحة منها:

  1. عندما أطلق لقب ابن الله على شخص او شعب، فهذا لا يعنى أن الشخص اتصف بصفات الله، ولكن يعنى أن لهذا الشخص او الشعب علاقة خاصة بالله مثل القول: “إسرائيلُ ابني البِكرُ” (سفر الخروج إصحاح4عدد22)
  2. عندما يذكر أن المسيح ابن الله، فهي بنوة مطلقة دونة تحديد، ولكن عندما يتكلم عن بنوة المؤمنين لله، فأنها محدودة لها كيفية وواسطة، ونرى هذا في القول: “وأمّا كُلُّ الّذينَ قَبِلوهُ فأعطاهُمْ سُلطانًا أنْ يَصيروا أولادَ اللهِ، أيِ المؤمِنونَ باسمِهِ” (إنجيل يوحنا إصحاح1عدد12). ، أي انها بنوة غير مطلقة بل مشروطة والشرط هنا هو الإيمان بالرب يسوع المسيح وكذلك كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله” فشرط اللقب هنا هو الأنقياء بروح الله.
  3. بنوة المسيح بنوة طبيعية، أما بنوة البشر والملائكة لله، فهي بالخلق او بالإيمان، فهي بنوة ممنوحة او مكتسبة او بنوة شرعية بالتبني ولذلك فهي مجازية يحصلون عليها من الله بالولادة الثانية (رسالة بولس الرسول إلى اهل غلاطية إصحاح3عدد26، رسالة بولس الرسول إلى اهل أفسس إصحاح1عدد5). وأما المسيح فهو ابن الله بالطبيعة لأن هو الذي يعلن لنا الله (إنجيل يوحنا إصحاح1عدد18)، وهو المعادل لله (إنجيل يوحنا إصحاح5 عدد17-18). والكتاب المقدس يدعونا لنؤمن به كابن الله فننال الحياة الأبدية (إنجيل يوحنا إصحاح 3عدد 16-18 , إنجيل يوحنا إصحاح 20 عد 30-31).

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك