قيامه المسيح  جـ1

Roma

قيامه المسيح  جـ1

إن قيامه المسيح من الموت هي الحدث الأهم في الإيمان المسيحي منذ بدء الدعوة، فقد كان الشرط الأساسي لأختيار بديل عند يهوذا هو “شاهدآ معنا بقيامته” (أع 22:1) وقد كانت الرسالة التي حملها المبشرون إلى كل العالم هي: إن المسيح مات وقام وصعد إلى السماء.

إن قيامة المسيح من الموت حقيقة لاهوتية وتاريخية مؤيدة ببراهين كثيرة والمسيحين والقيامة يقومان معآ ويسقطان معآ، فإن لم يكن المسيح قد قام من الموت، فباطلة هي كرازتنا وباطل هو إيماننا وبما أن كرازتنا ليست باطلة، وإيماننا مؤكد وحقيقي إذآ فالمسيح قد قام .. حقآ قام

وفي هذه المقالة نناقش :

لماذا نؤمن بقيامة المسيح من الموت؟

إن المسيح شخص فريد دخل إلى العالم بطريقة معجزية(الولادة من عذراء)

وخرج من االعالم بطريقة أكثر اعجازآ (القيامة الجسدية من الموت، والصعود إلى السماء).

ونحن نؤمن بقيامة المسيح من الموت لأسباب التالية:

  • قيامة المسيح من الموت أظهرت لنا قوة الله

قدرة الله الأزلية يستطيع الإنسان أن يدركها من خلال الطبيعة

“اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.” (مز 19: 1) :ويقول الرسول بولس

“إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ، لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ، لأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ الْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ،

قُدْرَتَهُ السَّرْمَدِيَّةَ وَلاَهُوتَهُ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ.” (رو 1: 19-20)

 

ولكن الله أرتاح لنا أن نرى قوته ونعرفها بأبعادها الحقيقية بأقامة يسوع المسيح من الموت “وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ،” (أف 1: 19-20).

ورغم قدرة الله الأزلية والوهيته ظاهرة للعيان منذ خلق العالم، نرى البعض لا يؤمن بوجود الله وعلى هذا المقياس لا يؤمن البعض بقيامة المسيح من الموت، ليس لانعدام الدليل بل لغباء القلب والفكر.

  • قيامة المسيح من الموت أعلنت لنا لا هوته

“وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.” (رو 1: 4).

وكلمة “تعين” تعني ثبت وتبرهن، وتبين.

فالقيامة تثبت وتؤكد أن المسيح هو ابن الله، ولكنه لا تعني أنه صار ابناً لله بقيامته من الموت، لأن النص يقول: “عن ابنه صار من نسل داود من جهة الجسد، وتعين ابن الله.. بالقيامة” فهو ابن الله أزلاً قبل أن يولد جسدياً من نسل داود وقبل أن يقوم من الموت.

والسؤال هنا كيف برهنت قيامة المسيح من الموت الوهيته وبنويته لله؟

إن المسيح أعلن اثناء حياته على الأرض أنه هو الله الظاهر في الجسد، ثم صلب المسيح ومات. فإذا لم يكن المسيح هو الله فعلاً وحقاً، وفيما قال كان مدعِ فهل يقيم الله من الموت إنسان كاذب؟ من المؤكد لا فكون أن الله قد أقامه من الموت فهذا معناه أن الله يصادقه على كل ما قاله المسيح في أثناء حياته على الأرض، ومن ضمن ما قاله إنه هو الله الظاهر في الجسد.

لقد قام المسيح من الموت بقوته الذاتية فقد سبق وقال لليهود: “أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». فَقَالَ الْيَهُودُ: «فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ.” (يو 2: 19-21).

وقال أيضاً:

“لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا. هذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي».” (يو 10: 18).

قيامة المسيح من الموت تبرهن أنه ليس بمجرد إنسان فقط، بل هو الله الظاهر في الجسد.

  • قيامة المسيح من الموت أكدت إتمام عمل الفداء

إن قيامة المسيح تؤكد أن موت المسيح الكفارى والنيابي عن البشرية، فكون أن الله قد أقامه فهذا يؤكد قبول الأب لهذا الموت الفدائي، فالمسيح

“الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا.” (رو 4: 25).

إن الاعتراف بقيامة المسيح من الموت أمراً هاماً لخلاصنا

“لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ.” (رو 10: 9).

لأن الإيمان بقيامة يسوع المسيح من الموت يتضمن الإيمان بموته الكفاري على الصليب.

  • قيامة المسيح من الموت حققت بحد الصليب من وجهه نظر التاريخ

لقد أكمل المسيح العمل على الصليب، ومات ولكنه يجب أن نفرق بين المفهوم اللاهوتي، والمفهوم التاريخي لحادثة موت المسيح على الصليب.

فالمفهوم اللاهوتي لموت المسيح على الصليب هو لمجد وارتفاع المسيح

يقول الرسول يوحنا “قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ.” (يو 7: 39).

(أي لم يبحث على الصليب) ولكنه من وجهه نظر التاريخ موت المسيح هو هزيمة وانكسار، ولأجل ذلك فقيامة المسيح من الموت تحقق للصليب لمجده من وجهه نظر التاريخ ولذلك نقول: إن الصليب نصر تبع نصر أخر القيامة من الموت.

  • قيامة المسيح ضرورية لعمل المسيح الشفاعى

المسيح هو الشفيع”يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ.” (1 يو 2: 1).

وهذه الشفاعة لأن المسيح مات لأجلنا ثم قام منتصرا”فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ.” (عب 7: 25).

فكيف يمكن أن يكون المسيح شفيعاً ما لم يقيم من الموت؟

 

  • قيامة المسيح من الموت ضمان لقيامتنا نحن من الموت

“وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ.” (1 كو 15: 20).

 

“عَالِمِينَ أَنَّ الَّذِي أَقَامَ الرَّبَّ يَسُوعَ سَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِيَسُوعَ، وَيُحْضِرُنَا مَعَكُمْ.” و

(2 كو 4: 14).

“و”لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ.” (1 تس 4: 14)

إذا قيامة المسيح من الموت تبرهن أن هناك قيامة، وإننا سنقوم من الموت وهذا ما سوف يتم عند مجيئه مرة ثانية فقيامة المسيح تعطينا رجاءً حياً بأننا سنقوم من الموت.

  • قيامة المسيح من الموت ضرورية لتغيير وجهه نظر الإنسان عن الحياة الحاضرة والمستقبلية

إن قيامة المسيح تغير وجهه نظر الإنسان عن الحياة:

  • قيامة المسيح من الموت تبرهن على أن الحق أقوى من الباطل.
  • قيامة المسيح من الموت تبرهن على أن الخير أقوى من الشر.
  • قيامة المسيح من الموت تبرهن على أن المحبة أقوى من الكراهية.
  • قيامة المسيح من الموت تبرهن على أن الحياة أقوى من الموت.
  • قيامة المسيح من الموت تبرهن صحة وحي الكتاب المقدس

لقد جاءت في العهد القديم نبوات عن قيامة المسيح من الموت مثل:

“لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا.” (مز 16: 10)

وتحدث المسيح كثيراً عن موته وقيامته، وسجل لنا كتبة الأسفار حادثة القيامة، فلو لم يكن المسيح قد قام فعلاً فلهذا معناها التشكيك في صحة ما دون في الكتاب المقدس لهذا الأسباب نحن نؤمن أن المسيح قد مات وقام بالحقيقة قد قام وقيامة المسيح من الموت سنناقشها في المقالة التالية

(لمزيد من الدراسة يمكن الرجوع إلى كتاب: مزاعم حديثة ضد قيامة المسيح، د. فريز صموئيل).

الكاتب د. فريز صموئيل 

 

مواضيع تهمك
شارك اصدقائك